[pexyoutube pex_attr_src=”https://www.youtube.com/watch?v=eCrE03ZZ6EQ”][/pexyoutube]
على مرتفعات القطامية في التجمع الخامس، يسكن المهندس هشام توفيق، أول مصري قرر إنشاء محطة طاقة شمسية أعلى “سطوح” منزله المواجه لأشعة الشمس، مستغلا الإمكانيات المتاحة لديه، لمساعدة الحكومة وبيع الكهرباء لها، لتصبح جملة “ليه تدفع للمحصل لما ممكن هو يدفعلك”، تعبيرا جديدا يعبر عن حال مواطن مصري، فتح الباب لآلية جديدة لتحسين التعاون بين الدولة والمواطنين.
في نهاية أكتوبر من العام الماضي، أصدر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، قرارًا رسم بداية لقصة مواطن، قرر بيع الكهرباء للحكومة، حيث نص قرار محلب، على تحديد أسعار شراء الطاقة الكهربائية الموردة للشركة المصرية لنقل الكهرباء، أو شركات توزيع الكهرباء من محطات إنتاج الكهرباء المستخدمة لمصادر الطاقة المتجددة، التي سيتم التعاقد معها بنظام تعريفة التغذية، على أن يعاد النظر في الأسعار بعد عامين، أو بعد الوصول للحد الأقصى للقدرات التعاقدية.
ألهم قرار محلب، المهندس حاتم توفيق ووالده هشام، لعمل أول محطة طاقة شمسية لتصدير الكهرباء للحكومة، والحصول على شيك مالي مقابل ما باعاه للحكومة من كهرباء.
فوق “سطوح” المنزل الكائن بمرتفعات القطامية في التجمع الخامس، يقف حاتم وأمامه الألواح الخاصة بتخزين الطاقة الشمسية، وتحويلها إلى طاقة كهربائية، ومن ثم بيعها للحكومة، ويبدأ حديثه لـ”الوطن” قائلًا: “إحنا أول ناس نقبض من الحكومة شيك مالي نظير بيع كهرباء ليها من محطتنا الشمسية”.
يعمل حاتم رئيسا للشؤون التجارية في شركة “كايرو سولار”، ووالده رئيس مجلس إدارتها، وهي الشركة التي تولت تركيب محطة الطاقة الشمسية فوق منزلهم، وهو على دراية كاملة بالمحطة، يقول حاتم: “كل 4 ألواح بينتجوا كيلو كهرباء، واللي بيتم إنتاجه بينزل للمحول تحت، والمحول متوصل بالعداد، اللي بيجي مندوب من شركة الكهرباء يقراه ويحدد احنا بعنا كهرباء أد إيه للحكومة، ويحاسبنا”.
حاتم: المحطة كلفتنا 65 ألف جنيه وتنتج كهرباء بمبلغ 1800 جنيه كل شهرين
كلفت محطة الطاقة الشمسية، هشام ونجله حاتم، 65 ألف جنيه، وحاليا تنتج له كهرباء يبيعها للحكومة بـ1800 جنيه كل شهرين، ما يعادل 15% من قيمة المحطة سنويًا، وبعد 5 أعوام سيكون هشام حصل على ثمن تكلفته للمحطة، ويبقى له العائد كربح صافي.
العمر الافتراضي للمحطة هو 20 عامًا، وتقل قدرتها الإنتاجية وفقًا لأحوال الطقس، ففي الجو الممطر أو في حال عدم سطوع الشمس تقل القدرة الانتاجية، بينما ترتفع في الصيف، حيث الشمس الساطعة دائمًا، لكنها في كل الأحوال لا تنتج أقل مما يعادل مبلغ 11 ألف جنيه سنويا، بحسب حديث حاتم لـ”الوطن”.
المحطة بألواحها الشمسية لا تحتاج صيانة، فكل ما تحتاج إليه هو مسحها كل أسبوع أو غسلها كل أسبوعين، كي تحافظ على طاقتها الإنتاجية.
وعن طريقة تركيب المحطة، يوضح حاتم، “في البداية يأتي مندوبين من إحدى الشركات العاملة في هذا المجال لمعاينة سطح المنزل، والتأكد من صلاحيته لتركيب الألواح الشمسية، حيث إن كل كيلو كهرباء يحتاج مساحة 10 متر مربع لتركيب ألواح تنتجه، ثم بعد تركيب المحطة يأتي مندوب وزارة الكهرباء، للتأكد من أن الأحمال مناسبة لشبكة الكهرباء الرئيسية”.
حاتم: العمر الافتراضي للمحطة 20 عاما ولا تحتاج لصيانة
يواصل حاتم حديثه عن كيفية تركيب المحطة، “بعد ذلك يتم توصيل المحطة بشبكة الكهرباء الرئيسية، ويبدأ العداد حساب عدد الكيلوات التي تم إنتاجها وضخها عبر شبكة الكهرباء التابعة للوزارة، ثم يأتي مندوب الوزارة لقراءة العداد، لكن هذه المرة ليس كي يقرأ استهلاكنا ثم يحاسبنا عليه، لكن كي يرى استهلاك الحكومة ونحاسبه نحن”.
بدأت فكرة المحطة كـ”هواية” لحاتم ووالده، حيث قرروا تركيب محطة للطاقة الشمسية فوق منزلهم، لتوفير استهلاكهم للكهرباء، لكن بعد أزمة الكهرباء وغلاء الأسعار، بدأوا التفكير في مشروع يستفيد منه الجميع، فأنشأوا شركتهم، وبعد قرار الحكومة الخاص بشراء الكهرباء من محطات التوليد بالطاقة الشمسية، حولوا محطتهم لشبكة الكهرباء الرئيسية ليبدأوا في بيع الكهرباء للحكومة”.
يتطلع حاتم ووالده إلى تكرار التجربة الألمانية في مصر، يقول: “ألمانيا عندها شمس أضعف مننا بكتير، لكنها بتنتج كهرباء أكثر من الكهرباء التي بتنتجها مصر، نفسي خلال 5 سنين يكون 50% من الكهرباء طاقة متجددة، معتمدة على الطاقة الشمسية”.
http://www.elwatannews.com/news/details/833124